تربط الخصوبة ارتباطًا وثيقًا بالسن في السيدات والرجال على حد سواء، وتبلغ أقصاها لكلا الجنسين بداية من أواخر سن المراهقة وحتى بداية الثلاثينات.
بعد هذا السن، تتراجع الخصوبة ليصعب على المرأة الحمل باستخدام بويضاتها بعد بلوغها خمسة وأربعين عامًا (رغم إمكانية حدوث هذا الأمر)، بينما تتراجع خصوبة الرجل في سن الخمسين.
ومع ذلك، رغم العلاقة القوية بين انخفاض الخصوبة وتقدم سن الرجال، يمكن للرجال إنجاب أطفال بعد سن الخمسين.
العلاقة بين الخصوبة لدى النساء وأعمارهن
يُفترض أن سن الإنجاب للسيدات هو ما بين 15 و45 سنة (رفعته إحصاءات جنوب أفريقيا إلى 49 لتحديد معدل المواليد). بينما تسمح تقنيات طبية لبعض السيدات الحمل في أواخر سن الأربعينات أو حتى أكبر، فتعتمد حالات الحمل هذه على استخدام بويضات من متبرعات أصغر سنًا.
ترتبط أعمار بويضات السيدات بمعدل خصوبتهن.
تتمكن العديد من السيدات من الحمل في طفل في سن الأربعينات (وحتى الخمسينات)، ولكن قدرتهن على إنتاج البويضات التي تحافظ على نجاح الحمل تبدأ في التراجع بعد سن الثلاثين وتنخفض سنويًا بعد سن الخامسة والثلاثين.
يصل معدل خصوبة المرأة إلى ذروته بين 20 و25 سنة.
بداية من 27 وحتى 35 سنة، يظل معدل الخصوبة مرتفع، بينما تتراجع جودة البويضات قليلًا.
تتراجع جودة البويضات بدرجة كبيرة بعد سن 35.
العلاقة بين الخصوبة لدى الرجال وأعمارهم
عادةً ما تبدأ فترة ذروة الخصوبة عند الرجال من أوائل العشرينات وحتى منتصفها، وقد أظهرت الأبحاث أنه ثمة تراجع واضح في خصوبة الرجل مع تقدمه في العمر، ولكنه ليس أمرًا شائعًا كذلك الذي يحدث مع النساء.
بداية من سن الثلاثينات، يبدأ مستوى هرمون التيستيرون بالتراجع ببطء، وهو مؤشر الخصوبة الرئيس لدى الرجال، حيث تحتاجه الحيوانات المنوية للنضوج.
بعد سن الأربعين، تبدأ خصيتا الرجل في الانكماش ويواجه صعوبة في الانتصاب، ومن ثم تتدهور جودة الحيوانات المنوية وكميتها تدهورًا تدريجيًا بمرور الوقت.
العلاقة بين الخصوبة والعمر وإنجاب طفل معاق
مع تقدم سن الرجال، تتراجع خصوبتهم ويُرجح إنتاجهم لحيوانات منوية لوجود تحورات متزايدة في الحمض النووي، فالرجال الذين تخطو الخامسة والثلاثين لديهم نسبة متزايدة من الحيوانات المنوية المتحورة مقارنة بمن أعمارهم بين العشرين والخامسة والثلاثين.
يوجد علاقة قوية بين سن الأم وخطر إنجاب طفل يعاني من متلازمة داون (يظل السبب الجيني الأكثر شيوعًا للإعاقة العقلية). وأوضحت دراسات حديثة العلاقة بين انتشار متلازمة داون وسن الأب.
توجد بعض الروابط بين سن الأب والحالات الأخرى المتعددة مثل إصابة الأطفال بسرطان الدم وانفصام الشخصية.
الخصوبة والعمر -احتمالية الحمل خلال سنة واحدة أو أقل
إذا كنت تبحث عن النسب المئوية ومتوسط المعدلات، فمن البديهي أن الأزواج في سن العشرينات من العمر والذين لا يعانون من مشكلات في الخصوبة يمكنهم الحمل بعد 4 أشهر من ممارسة العلاقة الحميمة دون استخدام وسائل منع الحمل.
ويتراجع معدل الخصوبة ببطء بداية من الحادية والعشرين وبوتيرة أسرع عند الخامسة والثلاثين، ويبلغ أقصى سرعة له ببلوغ الأربعين.
توضح البيانات التالية العلاقة بين العمر والخصوبة التقديرات الشائعة لاحتمالية الحمل، إذا كان الزوجان في نفس العمر وبعد سنة واحدة من ممارسة العلاقة الحميمة دون استخدام وسائل منع الحمل:
• 20 سنة: 90%
• 30 سنة: 70%
• 35 سنة: 55%
• 40 سنة: 45%
• 45 سنة: 6%
الخصوبة والعمر -فرص الحمل عند ممارسة العلاقة الحميمة في اليوم الأكثر خصوبة للحمل
في سنة 2002، أظهرت دراسة إيطالية أمريكية أُجريت على 782 زوج أصحاء أن احتمالات الحمل في أي دورة حيض عند ممارسة العلاقة الحميمة في اليوم الأكثر خصوبة للحمل تعتمد على عمر كل زوجة:
• من 19 إلى 26 سنة: فرصة الحمل 50% في أي دورة حيض
• من 27 إلى 34 سنة: فرصة الحمل 40% في أي دورة حيض
• من 35 إلى 39 سنة - إذا كان الزوج يصغر الزوجة بخمس سنوات، تقل فرصة الحمل عن 30% في أي دورة حيض.
• من 35 إلى 39 سنة - إذا كان الزوج أكبر من الزوجة بخمس سنوات، تقل فرصة الحمل عن 20% في أي دورة حيض.
الخصوبة والعمر -معدلات نجاح التخصيب خارج الرحم
هناك اعتقاد شائع بأن تقنيات التلقيح بالمساعدة يمكنها وقف التراجع الطبيعي للخصوبة بسبب السن،
ولكنه اعتقاد خاطئ. تعكس معدلات نجاح تقنية التخصيب خارج الرحم وتقنيات التلقيح بالمساعدة الأخرى على نحوٍ مباشر العلاقة بين الخصوبة والعمر الموجود في الحمل بالمساعدة غير الدوائية.
توضح الأرقام الأخيرة التي أصدرها المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها والذي يتتبع معدلات نجاح عيادات علاج العقم في الولايات المتحدة، أن معدل المواليد الأحياء نتيجة استخدام تقنية التخصيب خارج الرحم وعلاجات الخصوبة المماثلة التي تستخدم بويضات الأم يتراجع على نحو كبير مع التقدم في العمر.
بالنسبة للسيدات دون سن الخامسة والثلاثين، بلغت فرصة ولادتهنّ طفل حي بعد دورة واحدة من علاجات الإنجاب بالمساعدة (بما في ذلك التخصيب خارج الرحم) باستخدام بويضاتهن 45%.
ولكن معدل نجاح علاجات الإنجاب بالمساعدة بالنسبة للواتي يستخدمن بويضاتهن بين 35 و37 سنة كانت حوالي 37%، أما بالنسبة لمن تخطين 45 سنة، تراجعت نسبة النجاح بسرعة بالغة لتصل فقط إلى 6.6% لكل دورة.